الدرس 5.4: القياس المفتوح والشارات المفتوحة
القياس المفتوح/ التقويم الأصيل
يمثل القياس المفتوح، أو ما يمكن أن يسمى القياس الأصيل، جانبا مهما من التعلم المفتوح، لأنه يمكّن الطلاب من أن يكونوا شركاء نشطين في تقويم تقدمهم وتقدم أقرانهم.
ما مدى نجاح اختبارات الاختيار من متعدد في توفير تقويم حقيقي لفهم الطلاب وإنجازهم؟ يعتقد العديد من المربّين أن هناك بديلا أكثر فعالية للقياس، فيستخدمون استراتيجيات اختبار لا تركز بالكامل على تذكّر الحقائق، بل يطلبون من الطلاب إظهار المهارات والمفاهيم التي تعلموها. تسمى هذه الاستراتيجية القياس الأصيل.
يهدف القياس الأصيل إلى تقويم قدرات الطلاب في سياقات “العالم الحقيقي”. بكلمات أخرى، يتعلم الطلاب كيفية تطبيق مهاراتهم في سياق مهام ومشاريع أصيلة. فالقياس الأصيل لا يشجع التعلم عن ظهر قلب والجلوس للاختبارات بصورة سلبية، بل يركز على المهارات التحليلية للطلاب، وعلى قدرتهم على إدماج ما يتعلمونه، وعلى الإبداع، وعلى القدرة على العمل بشكل تعاوني، وعلى مهارات التعبير كتابيا وشفهيا. فالقياس الأصيل يقدّر قيمة عملية التعلم بقدر ما يقدّر قيمة المنتَج النهائي.
في القياس الأصيل يقوم الطلاب بما يلي:
- إجراء التجارب العلمية.
- إجراء بحوث في مجال العلوم الاجتماعية.
- كتابة القصص والتقارير.
- قراءة الأدب وتفسيره.
- حل مسائل الرياضيات التي لها تطبيقات في العالم الحقيقي.
يستخدم القياس الأصيل عينات أداء performance samples ، وهي أنشطة تَعلُم تشجع الطلاب على استخدام مهارات تفكير عالي المستوى. ولعينات الأداء خمسة أنواع رئيسة:
- قياس الأداء Performance Assessment
تختبر قياسات الأداء قدرة الطلاب على استخدام المهارات في مجموعة متنوعة من السياقات الأصيلة. وكثيرا ما تفرض على الطلاب العمل بشكل تعاوني، وتطبيق المهارات والمفاهيم لحل المشاكل المعقدة. وتشمل المهام قصيرة وطويلة الأجل أنشطة مثل: كتابة تقرير وتنقيحه وتقديمه إلى الصف وإجراء تجربة علمية لمدة أسبوع وتحليل نتائجها والعمل في فريق لإعداد موقف لمناقشة داخل الصف.
- التحقيقات القصيرة Short Investigations
يستخدم العديد من المعلمين التحقيقات القصيرة، لقياس مدى تمكن الطلاب من المفاهيم والمهارات الأساس. وتبدأ معظم التحقيقات القصيرة بمحفز، كمسألة رياضيات، أو كاريكاتور سياسي، أو خريطة، أو مقتطف من مصدر أولي. وقد يطلب المعلم من الطلاب القيام بالتفسير، أو الوصف، أو الحساب، أو الشرح، أو التنبؤ. وقد تستخدم هذه التحقيقات أسئلة معززة متعددة الخيارات enhanced، أو قد تستخدم تخطيط المفهوم concept mapping، وهو تقنية تقيس مدى فهم الطلاب للعلاقات بين المفاهيم.
ج. الأسئلة مفتوحة الإجابة Open-Response Questions
مثلها مثل التحقيقات القصيرة، تقدم الأسئلة مفتوحة الإجابة محفزا للطلاب وتطلب منهم الإجابة. وتشمل الإجابات ما يلي: إجابة مختصرة مكتوبة أو شفهية، حل رياضي، رسم، رسم بياني، أو خريطة، أو مخطط.
- ملفات الإنجازات Portfolios
يوثق ملف الإنجاز عملية التعلم مع مرور الوقت. فيوفر هذا المنظور طويل الأجل، تفسيرا لتقدم الطلاب، ويعلمهم قيمة القياس الذاتي، وتنقيح أعمالهم، ومراجعتها.
يمكن أن يشمل ملف إنجاز الطالب ما يلي: سِجل يومياته وكتاباته التأملية، مراجعات الأقران peer reviews، أعمال فنية، ورسوم بيانية، وخرائط، ومخططات، تقارير أعدتها مجموعات، ملاحظات الطالب وملخصاته، مسودات أولية، وكتابات “مُبيّضة” .
- القياس الذاتى Self-Assessment
يقتضي القياس الذاتي أن يقوم الطالب بقياس مشاركته، وعمليته، ومنتجاته. وتشكل الأسئلة التقويمية Evaluative questions الأدوات الأساسية للقياس الذاتي. فيقدم الطالب إجابات مكتوبة أو شفهية على أسئلة مثل: أي جزء من هذا المشروع كان الأصعب بالنسبة لك؟ ما هو في رأيك الشيء التالي الذي ينبغي عليك فعله؟ ما الذي ستفعله بشكل مختلف إن أمكنك القيام بهذه المهمة مرة أخرى ؟ ماذا تعلمته من هذا المشروع؟
يجد الكثير من المعلمين، أن القياس الأصيل يحقق أكبر قدر من النجاح عندما يعرف الطلاب ما يتوقعه المعلمون. لذلك ينبغي على المعلمين دائما تحديد المعايير والتوقعات بوضوح. فغالبا ما يستخدم المربّون مقاييس الأداء المتدرجة rubrics، أو مجموعات محددة من المعايير، لقياس أعمال الطلاب.
ولمّا كان القياس الأصيل يركز على العملية والأداء، فإنه يشجع الطلاب على ممارسة مهارات التفكير النقدي وعلى التحمّس للأشياء التي يتعلمونها.
يمكنك أيضا قراءة عرض بعنوان “القياس المفتوح” من إعداد البروفيسور أولف إهلرز Ulf Ehlers (القياس المفتوح للبروفسور أولف ايلرز)، يقدم فيه عددا من الأفكار عن القياس المفتوح، تساعدك على فهم التأثير المحتمل لهذه الممارسة في عملك اليومي.
الشارات المفتوحة
أحد أكثر التطورات إثارة للاهتمام في مجال القياس المفتوح، هو مشروع “الشارات المفتوحة” الذي أطلقته مؤسسة موزيلا Mozilla. يمكن لأي شخص من خلال هذا المشروع إصدار “شارات مفتوحة”، وهي عبارة عن مؤشرات رقمية على مهارات تم اكتسابها داخل أو خارج الصفوف الدراسية. تحتوي هذه الشارات على بيانات خلفية metadata، تبين جهة إصدار الشارة، ومعايير الشارة، ومعلومات أخرى، وكلها مدمجة في صلب ملف الصورة. وتدعم التكنولوجيا مجموعة من أنواع الشارات تم تطويرها بالاشتراك مع جهة إصدار الشارة. كما يمكن أن تُصدِر هذه الشارات مؤسسات تعليمية تقليدية، أو هيئات مهنية، أو منظمات التعلم المجتمعي، أو برامج ما بعد المدرسة، أو مبادرات قائمة على الإنترنت (بما في ذلك المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار).
بالإمكان مشاهدة فيديو بعنوان مدخل إلى الشارات المفتوحة قبل تنفيذ نشـــــــــــــــــــاط التعلم 4-5.