الدرس 1.1: ما هو التعليم المفتوح؟

الدرس 1-1: ما هو التعليم المفتوح؟

 

ماذا تعني كلمة “مفتوح” في السياق التعليمي؟

قبل تقديم بعض المفاهيم المتعلقة بالتعليم المفتوح ومناقشة فوائد العمل بها داخل الجامعات، نحتاج أن نسأل أنفسنا ماذا نعني عندما نقول بان ممارسة تعليمية أو مورد تعليمي هو  “مفتوح”.

فهذا يعتمد على الفهم الشخصي لكلمة “المفتوح”، ولكنه قد يعكس أيضا السياق الذي نعمل فيه. وحتى نبدأ بالتفكير في الانفتاح، دعونا نقدم بعض الخصائص الرئيسية المرتبطة عادة بهذا المفهوم: الوصول والشفافية، والمجانية، والمشاركة.

الوصول:

يرتبط الانفتاح في التعليم غالبا  بزيادة الوصول إلى الموارد التعليمية وهو ويرتبط على وجه الخصوص بالاتاحة المفتوحة (open access) وسيتم عرض هذا المفهوم في الوحدة الدراسية الثانية من هذا التدريب.

ان الدافع من الانفتاح الاكاديمي هو نشر مخرجات البحوث وموارد التعلم من خلال التراخيص المفتوحة. وقد أصبح بالإمكان إتاحة الوصول إلى الموارد البحثية والتدريسية من خلال شبكة الإنترنت، مما يعني أن المستخدمين المرتقبين كالباحثين والدارسين لا يحتاجون إلى الدفع مقابل مشاهدة أو استخدام مورد معين.

الشفافية:

يرتبط الانفتاح غالبا بزيادة الشفافية، مثالا على ذلك ما يتعلق بممارسات الشخص والبيانات الخاصة به. فعندما يقوم الأكاديمي بنشر ومشاركة بيانات وابحاث ومواد مع الآخرين، فان تلك العمليات والنتاجات والاثباتات ستكون عرضة لان يقوم أشخاص آخرين بتفحصها والتحقق من وجود أخطاء محتملة، فعلى سبيل المثال ، إتاحة سجلات البيانات البحثية سيؤدي الى إجراء المزيد من التحليلات بهدف تطوير وتحسين نتائج البحث في نهاية المطاف (سيتم مناقشة البيانات المفتوحة في الوحدة الدراسية الثانية).

المجانية:

يستخدم مصطلح “مجاني” غالبا فيما يتعلق بالموارد التعليمية المفتوحة (OER). ولكن ماذا تعني ‘المجانية’ في سياق ‘مفتوح’ ؟ كما بينا أعلاه، فإن زيادة فرص الوصول الى الموارد  التعليمية المفتوحة كثيرا يتطلب عدم دفع ثمن المورد التعليمي عند الاستخدام. وقد وصف هذا النوع من المجانية بمصطلح “gratis”   أي ‘مجانا’، حيث لا يتم فرض رسوم على المستخدم للوصول إلى أو استخدام المورد التعليمي. في هذه الحالة، فان التكاليف المترتبة على إنشاء الموارد التعليمية و / أو صيانتها تتكفلها جهة أخرى ، على سبيل المثال المؤلف أو الممول. وهناك أيضا معنى آخر لــ “المجانية” في سياق الانفتاح ضمن مصطلح “Libre”. إذ عندما يكون المورد التعليمي “Libre” فهذا يعني أنه لا يوجد قيود على طريقة استخدامه، وفي سياق الانفتاح، فان ذلك يشير إلى إمكانات اعادة استخدام المواد المرخصة علنا، معلى أي حال،  فإن التراخيص المختلفة توفر مستويات مختلفة من إعادة الاستخدام، حيث يلا يعتبر بعضها “مجانيا” بمعنى “Libre” (سوف يناقش موضوع الترخيص المفتوح بمزيد من التفصيل في الوحدة الدراسية الثانية.

المشاركة:

في جميع الحالات المذكورة أعلاه، فان زيادة الوصول إلى الموارد التعليمية يحدث من خلال التشارك، لا سيما عندما يتم مشاركة المواد رقميا،  حيث يعني ذلك في الغالب بأن الموارد يمكن أن تتجاوز السياقات والحدود الأصلية التي يقصدها المؤلف. وتعد المشاركة احدى أساسيات التعليم المفتوح، حيث أن الموارد التعليمية المفتوحة التي لا يتم مشاركتها بشكل صحيح، قد تظل غير معروفة، وبالتالي فإن استخدامها سيكون ضئيلا. وسوف نرى في الوحدة الدراسية الخامسة كيف تعتمد الممارسات التعليمية المفتوحة على سلوكيات المشاركة للمعلمين والطلاب: فكلما كنا أكثر استعدادا للمشاركة، كلما أصبحت عملية التعلم مفتوحة بالفعل.

(https://www.flickr.com/photos/comedynose/ 4058757916/ in/ photostream/ Public Domain Mark 1.0)

  

تعريف التعليم المفتوح:

التعليم المفتوح هو مصطلح “شامل” يمكن بموجبه استيعاب تعريفات مختلفة لمصطلح “المفتوح”. ويتزايد عدد الخبراء والممارسين الذين يتبنون مفهوم “التعليم المفتوح” حيث لا يُعزى هذا المفهوم حصرا إلى الموارد التعليمية المفتوحة، أو إلى إتاحة المصادر المفتوحة البحثية في المستودعات. وهنا سوف نقدم تعريفات قصيرة وفي بعض الأحيان قد نلجأ لتعريفات أطول:

 يتضمن التعليم المفتوح  الموارد والأدوات والممارسات التي تستخدم إطارا من المشاركة المفتوحة لتحسين الوصول إلى التعليم وفاعليته. ومن خلال الجمع بين تقاليد تشارك المعرفة وخلقها في ظل تكنولوجيا القرن الواحد و العشرين، يعمل التعليم المفتوح على خلق مجموعة واسعة من الموارد التعليمية المشتركة علنا، مع تسخير روح التعاون الحالية لتطوير النهج التعليمية التي هي أكثر استجابة لاحتياجات المتعلم. كما يسعى التعليم المفتوح إلى توسيع فرص التعليم من خلال الاستفادة من قوة الإنترنت، مما يتيح بشكل أساسي النشر السريع لتلك المصادر، وتمكين الناس في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى المعرفة والتواصل والتعاون. ان فتح التعليم لا يسمح فقط الوصول الى المواد والمعلومات والشبكات، بل  أيضا يتيح حرية تعديلها و مشاركتها وبهذا يمكن للتعليم أن يخصص للمستخدمين الفرديين أو المجموعات معا وبطرق جديدة لمختلف الجماهير، الكبيرة منها والصغيرة.

https://www.openeducationweek.org/page/what-is-open-education

 

يخضع تعبير “التعليم المفتوح”  لتفسيرات متعددة ومعانيها قد تغيرت بشكل كبير مع مرور الوقت. ففي النصف الثاني من القرن العشرين، كان المفهوم مرتبطا بفكرة استخدام وسائل الإعلام الجماهيري مثل الهاتف أو التلفزيون من أجل تعزيز التعليم عن بعد، ومثال على ذلك هو  جامعة المملكة المتحدة المفتوحة Open University (التي أنشئت في عام 1969) وكذلك الجامعات الأخرى في جميع أنحاء العالم التي قامت على أساس مبادئ ونهج تربوية مماثلة، مثل جامعة أثاباسكا  Athabasca University في كندا، والجامعة الوطنية للتعليم عن بعد National University of Distance Education في إسبانيا أو جامعة انديرا غاندي الوطنية المفتوحة Indira Gandhi National Open University في الهند. وخلافا للمؤسسات التقليدية المرتبطة بوجود حرم للجامعات ووجود الجداول الزمنية الجامدة، فقد صممت هذه الجامعات الجديدة لفتح التعليم وتوسيع نطاقه  لشرائح من السكان وتلبية احتياجات المستبعدين من التعليم العالي التقليدي. ومع انتشار الإنترنت ووسائل الاتصالات عبر الإنترنت، ما لبث وأن بدأت فكرة التعليم المفتوح ترتبط بتكنولوجيا المعلومات

والاتصالات والتعلم الإلكتروني. ومن أجل فهم الممارسات والظواهر التي ترتبط عادة بالتعليم المفتوح على أنهــــــا مرتبطة بالتعلم الإلكتروني، من المهم النظر في مفاهيم أخرى مثل الاتاحة المفتوحة أو البيانات المفتوحة أو المحتوى المفتوح أو التراخيص المفتوحة – والتي هي مستوحاة مباشرة أو تستند جميعها إلى أفكار البرمجيات الحرة والمصدر المفتوح. وتتأثر جميع هذه المفاهيم بالفكرة الكامنة وراء ذلك بانه يمكن استنساخ المعرفة بتكاليف ضئيلة أو في بعض الأحيان بلا تكلفة نهائيا، وهذا كله بفضل الانترنت. ولكن مع ذلك لا تزال هناك بعض الحواجز  كحقوق التأليف والنشر على سبيل المثال.

إن التعليم المفتوح ليس مرادفا للتعلم عبر الإنترنت أو التعلم الإلكتروني، على الرغم من أن العديد من الناس يستخدمون هذه المصطلحات بشكل متبادل. في الواقع يمكن أن يتم إنتاج المحتوى المرخص في أي وسط: سواء نصوص ورقية أو فيديو أو الوسائل السمعية أو الحاسوبية متعددة الوسائط. وهناك الكثير من دورات التعلم الاكتروني التي يمكن أن تستخدم الموارد التعليمية المفتوحة، ولكن هذا لا يعني أن الموارد التعليمية المفتوحة هي بالضرورة موارد التعلم الالكتروني. ونظراً لأن هناك العديد من الموارد المفتوحة التي يجري إنتاجها حاليا – والقابلة للمشاركة بشكل رقمي – قابلة أيضا للطباعة (https://oerknowledgecloud.org/content/oer-same-e-learning) ،  وبالنظر إلى تحديات عرض النطاق وقابلية الاتصال المعروفة في بعض البلدان النامية، فانه من المتوقع أن يتم تشارك نسبة عالية من الموارد ذات الصلة بالتعليم العالي في هذه البلدان كموارد قابلة للطباعة، بدلا من أن تكون مصممة للاستخدام في التعلم الإلكتروني فقط (http://wikieducator.org/A_Basic_Guide_for_OER/A_Basic_Guide_to_Open_Educational_Resources:_FAQ). وبالمثل، فإن العديد من دورات التعلم الإلكتروني قد لا تنطوي على إنشاء أو حتى استخدام الموارد التعليمية المفتوحة. في الواقع، ان العديد من الدورات المفتوحة (مثل بعض المساقات الجماعية الالكترونية المفتوحة المصادر – MOOCs) يتم بناء محتواها حول حقوق الطبع والنشر التي قد لا تتوافق مع المعايير الرئيسية لمعظم تعريفات الموارد التعليمية المفتوحة OER، حيث يتاح للمتعلمين فقط الوصول إليها، ومن غير المسموح لهم إعادة استخدامها أو تعديلها.

إن المرجو من التعليم المفتوح هو إتاحة الفرصة لكل فرد، في أي مرحلة من مراحل حياته وتطوره الوظيفي، لأن يحصل على فرص تعليمية مناسبة وذات مغزى. وهذا يشمل الوصول إلى المحتوى، والدورات، والدعم، والتقييم وإصدار الشهادات بطرق تتسم بالمرونة وتستوعب الاحتياجات المتنوعة. وعلى سبيل المثال، فان المعوقات المتعلقة بالالتحاق والتكلفة سوف تقلص أو تزول . واليوم، وعلى الرغم من أن هذه  الرؤية لم تتحقــــــــق بعد، وأن

معظم الأكاديميين لا يزالون يدرسون بطريقة تقليدية باستخدام الموارد “المغلقة”، إلا أنه تم إحراز تقدم، ولا سيما أن مناهج ومقررات التعليم المفتوح باتت تحظى بشعبية متزايدة. وكما يقول الأستاذ مارتن ويلر: “لا شك في أن التعليم المفتوح يحتاج إلى عمل المزيد من الجهود قبل أن يؤتي ثماره من تأثير فعال على جميع جوانب الممارسة، ولكن الفترة الحالية تشهد اللحظة التي توقف فيها التعليم المفتوح عن كونه ثانوي أو مجال اهتمام للمتخصصين وبدأ في احتلال مكانا في التيار الرئيسي للممارسة الأكاديمية “(ويلرWeller، 2014 ص 9).

 

تعريف OER الموارد التعليمية المفتوحة.

مما سبق شرحه في الوحدة التمهيدية لهذه الدورة وقسم “المفاهيم والتعريفات الأساسية” ضمن خلاصة أوبينمد OpenMed Compendium، فإن مفهوم الانفتاح في التعليم له العديد من المعاني والتفسيرات الممكنة المختلفة، اعتمادا على السياق والظروف المعاصرة عند الاستخدام. في هذا الدرس سوف نركز على مصطلح أكثر تحديدا – الموارد التعليمية المفتوحة – التي أثرت بشكل كبير  فى كيفية  فهم فكرة التعليم المفتوح خلال العقدين الأولين من القرن ال 21. تم صياغة هذا المفهوم واختصاره (أوير OER) لأول مرة بعد منتدى نظمته اليونسكو في عام 2002، والذي ركز على إمكانات الدورات الدراسية المفتوحة  ((OCW  OpenCourseWare  للتعلم في البلدان النامية. كانت الدورات الدراسية المفتوحة OCW  مبادرة أطلقها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2001 بهدف إتاحة الموارد المنتجة بواسطة المحاضرين للطلاب الملتحقين بدورات في تلك المؤسسة على شبكة الإنترنت.  في حين تشير الدورات الدراسية المفتوحة OCW إلى دورات كاملة (أي وحدات)، فإن مصطلح الموارد التعليمية المفتوحة أكثر عمومية ويمكن أن يشير إلى عناصر أصغر. ووفقا للتعريف الأساسي الذي صيغ بعد منتدى عام 2002، يشير مصطلح الموارد التعليمية المفتوحة إلى مايلي:

 “توفير الموارد التعليمية المفتوحة، التي تطرحها تكنولوجيا المعلومات والإتصالات للتشاور والاستخدام والتكيف من قبل مجموعة من المستخدمين لأغراض غير تجارية”.

المرجع: اليونسكو 2002 UNESCO 2002

واقترح أتكينز وسيلي براون وهاموند تعريف آخر فى تقريرهم عن حركة الموارد التعليمية المفتوحة الذي نشرته مؤسسة هيوليت في عام 2007. ويصف تعريفهم المنقح الموارد التعليمية المفتوحة على النحو التالي:

“التعليم والتعلم، والموارد البحثية التي توجد في الملكية العامة أو تم نشرها بموجب ترخيص الملكية الفكرية الذي يسمح باستخدامها مجانًا أو إعادة توظيفها من قبل الآخرين. تشمل موارد التعليم المفتوح مساقات كاملة ومواد البرامج التعليمية والدروس اولمراجع والفيديوهات والإختبارات والبرمجيات وأي أدوات ومواد وتقنيات أخرى تُستخدم لدعم الوصول إلى المعرفة”.

المرجع: أتكينز وشركاه. 2007 Atkins et al. 2007

وكان التعريف الأصلي أكثر تقييداً من هذا التعريف، لأنه يستبعد المواد غير الإلكترونية ولا يهتم بإمكانية إعادة تخصيص الموارد للاستخدام التجاري. بل على العكس من ذلك، فإن تعريف أتكينز وشركاه (2007) يفصل هذا المفهوم عن تكنولوجيات بعينها، وهو أكثر مرونة من الناحية القانونية. وضمن هذا التعريف، فإن السمة الرئيسية للموارد التي توصف بأنها الموارد التعليمية المفتوحة هي أنها يمكن استخدامها وإعادة طرحها دون أي تكلفة على المستخدمين، بغض النظر عما إذا كان ذلك لأغراض تجارية أو غير تجارية.

وفي عام 2012، بعد عشر سنوات من صياغة مصطلح الموارد التعليمية المفتوحة OER، اقترحت اليونسكو تعريفا منقحا للمفهوم ضمن إعلان باريس بشأن الموارد التعليمية المفتوحة:

التعليم والتعلم و”المواد البحثية في أي وسيط رقمي أو غير ذلك، التي تتواجد في الملك العام أو تم إصدارها بموجب ترخيص مفتوح يسمح بالوصول إليها بدون تكلفة وباستخدامها وتكييفها وإعادة توزيعها من قبل الآخرين دون قيود أو بقيود محدودة”. المرجع: اليونسكو 2012 Unesco 2012.

وعادة ما تفسر كلمة “مفتوح” ضمن مفهوم الموارد التعليمية المفتوحة على أنها غياب أو محدودية القيود القانونية (والتقنية) أمام مستخدمي الموارد العلمية وإعادة توظيفها وتبادلها.

في حين أن تعريفات الموارد التعليمية المفتوحة المذكورة أعلاه تشير صراحة إلى المواد العلمية (أي التعلم والتعليم والبحث)، فان الطبيعة التعليمية للموارد لا يحددها المبتكرين لها، ولكن من خلال سياق استخدامها. وعليه فان المحتوى الذي صدر بموجب تراخيص مفتوحة أو في الملك العام لا تتعلق فقط بالمعلمين والمتعلمين حتى وان كانت أنشئت خصيصا لأغراض تعليمية. فعلى سبيل المثال، قد يكون لمقالة إخبارية أو أغنية أو صورة أو فيلم قيمة كبيرة في تسهيل التعلم ضمن تخصص معين، على الرغم من عدم إنشاؤها أصلا لهذا الغرض. وفي هذا الخصوص، فان الموارد التعليمية المفتوحة OER لا تنتج فقط من قبل المعلمين أو المتعلمين.

الموارد هي الأصول التي تمكن من أداء وظيفة أو نشاط ما. وعندما نشير إلى الموارد التي تدعم التعلم والتعليم فإننا نفكر عادة في المحتوى (على سبيل المثال المراجع، وأشرطة الفيديو والمدونات الصوتية). ومع ذلك، فإن المواد التي تؤهل كموارد للتعليم والتعلم قد تشمل مجموعة أوسع بكثير من الأدوات، مثل البرمجيات أو البيانات أو التقنيات (كما هو معترف به في تعريف تقرير هيوليت). ويمكن أن يشمل التفسير الأوسع للمصطلح فضاءات للتعلم الرسمي أو غير الرسمي، وحتى الأشخاص كموارد للتعلم.

يمكن لمالكي حقوق الطبع والنشر بفضل المشاع الإبداعي ((Creative Commons (CC) وغيرها من التراخيص المشابهة (على سبيل المثال رخصة GNU العمومية) منح الإذن بسهولة حتى يمكن استخدام أعمالهم من قبل الآخرين دون الحاجة إلى طلب إذن صريح. ومع ذلك، لا تلتزم جميع تراخيص المشاع الإبداعي (CC) بمعايير الحد الأدنى التي يجب أن يفي بها المحتوى من أجل اعتبارها موارد تعليمية مفتوحة.

 

الانفتاح في الممارسات التعليمية المفتوحة بُعيد الموارد التعليمية المفتوحة

الممارسات التعليمية المفتوحة،  هي بمثابة المرحلة التالية في تطوير المصادر التعليمية المفتوحة، هذه المرحلة، التي ستشهد تحولا من التركيز على المصادر إلى التركيز على الممارسات التعليمية المفتوحة، بصفتها مزيجا من استخدام المصادر المفتوحة وهياكل التعلم المفتوحة، وذلك لنقل التعلم إلى بيئات القرن الحادي والعشرين التعليمية، التي تتيح الفرصة للجامعات، والمتعلمين، والمواطنين البالغين، صياغة مسارات تعلمهم مدى الحياة بطريقة مستقلة وموجّهة ذاتيا.

فيما يلي نقدم تعريفين مقترحين للممارسات التعليمية المفتوحة:

يحصر بعض المؤلفين استخدام مصطلح الممارسات التعليمية المفتوحة  على التعليم والتعلم الذي يستفيد من المحتوى المصنف كمورد تعليمي مفتوح. على سبيل المثال، حدد ديفيد وايلي علم التربية المفتوح على أنه “مجموعة ممارسات التعليم والتعلم الممكنة أو العملية فقط في سياق أذونات 5R . أو من أجل تفعيلها، فإن علم التربية المفتوحة هو مجموعة ممارسات التعليم والتعلم الممكنة أو العملية فقط عندما تستخدم الموارد التعليمية المفتوحة “) وايلي 2017 Wiley 2017. وعلى العكس من ذلك، وضع بعض المؤلفين الآخرين تفسير أقل تقييداً للممارسات التعليميمة المفتوحة (OEP). على سبيل المثال، يقترح مارتن ويلر تعريفا ينص على أن “الممارسة التعليمية المفتوحة تغطي أي تغيير كبير في الممارسة التعليمية التي توفرها الطبيعة المفتوحة للإنترنت” (Weller 2017).

وفي حالة أوبنمد، في حين يشجع المشروع المؤسسات والمعلمين على إصدار محتوى يتفق مع أذونات 5R كلما كان ذلك ممكنا، فإنه يعترف أيضا بقيمة الممارسات التعليمية التي، على الرغم من عدم إشراكها للموارد التعليمية المفتوحة، لا تزال تساعد على فتح فرص التعلم لجمهور أوسع بما يتخطى الحدود المؤسسية. على سبيل المثال، يمكن أن يكون المحتوى العلمي متاحا للجمهور على الويب (على سبيل المثال عن طريق المدونات الصوتية (بودكاست) أو الفيديو عبر الإنترنت أو المدونات أو أي نوع آخر من مواقع الويب والمنصات) خطوة أولى جيدة لفتح الفرص أمام جمهور أوسع، حتى لو كان المحتوى بالكامل محمي بموجب حقوق الطبع والنشر أو لا يمكن استخدامه لإنتاج الأعمال المشتقة. وفي حين أن مستويات الانفتاح في الموارد التعليمية المفتوحة مستحبة أكثر عندما تكون متاحة للجمهور وهذا أفضل من تركها وراء “الجدران”.

 

من هو المعلم المنفتح؟

لقد تم إجراء محاولة لتعريف ما يعنيه أن تكون معلما مفتوحا من قبل مشروع “مصنع المعلمين المنفتحين” والذي يقترح التعريف التالي:

يختار المعلم المنفتح استخدام وسائل مفتوحة، عندما يكون ذلك ممكنا ومناسبا، بهدف إزالة جميع الحواجز التي لا داعي لها أمام التعلم. كما يعمل من خلال هوية مفتوحة على الإنترنت ويعتمد على الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت لإثراء وتنفيذ عمله، وفهم أن التعاون يتوجب حمل مسئولية تجاه عمل الآخرين.

وعلى المعلم/المعلمة القيام بمايلي:

  1. تنفيذ تصميم التعلم المفتوح، من خلال تبادل ​​الأفكار والخطط علانيةً حول ما له / لها من أنشطة التدريس مع الخبراء ومع الطلاب السابقين والطلاب المحتملين أيضا، ودمج المدخلات وترك أثر لعملية التنمية بشفافية.
  2. تبني المحتوى التعليمي المفتوح، من خلال نشر موارده/ها التعليمية من خلال التراخيص المفتوحة، وذلك بتسهيل مشاركة موارده/ها من خلال مستودعات الموارد التعليمية المفتوحة وغيرها من الوسائل، وعن طريق ملائمة وتجميع واستخدام الموارد التعليمية المفتوحة التي ينتجها آخرون في تعليمهم.
  3. تبني طرق التدريس المفتوحة، وتعزيز المشاركة في خلق المعرفة من قبل الطلاب من خلال التعاون عبر الاتصال بالإنترنت ومن دون اتصال، مما يسمح للمتعلمين المساهمة في موارد المعرفة العامة مثل ويكيبيديا.
  4. تنفيذ ممارسات التقييم المفتوح مثل التقييم النظير والتعاوني، والشارات المفتوحة والمحافظ الإلكترونية، وإشراك الطلاب كأصحاب مصلحة خارجيين في تقييم التعلم.